ماذا يعني ان على من يتبع يسوع أن يبغض اباه وأمه ؟
=============================
ورد في إنجيل المسيح كما دو نه لوقا البشير , قول المسيح : " أن جاء الي أحد ولم يبغض أباه وأمه وزوجته وأولاده وإخوته , بل نفسه أيضا , فلا يمكنه أن يكون لي تلميذا . فما معنى هذا القول يا ترى .
عندما يقرأ البعض هذه الآية وبشكل خاص عبارة " يبغض أباه وأمه " الخ ... يظن أن المسيح يدعو من يتبعه إلى كراهية الأهل وهجرهم . إن المسيح في تعليمه هذا , لا يمكن أن يجعل تناقضا في كلمة الله إذ ورد في الوصية الخامسة من الوصايا العشر قوله " أكرم أباك وأمك " . ولذا , يجب أن تفهم كلمة يبغض على أنها تعني ( يحب أقل ) ويقصد المسيح بذلك أن محبته وإتباعه هما الأساس في حياة المؤمن وكل ما عدا ذلك فهو يأتي , بالدرجة الثانية أما المكان الأول في المحبة والطاعة هو للمسيح . وما عدا ذلك في المكان الثاني , وعلى المؤمن الذي يريد أن يكون تلميذا وفيا للمسيح ان يجعل محبة الأهل كأنها بغض وكراهية بالنسبة لمحبته للمسيح .
عندما يريد أحدنا أن يقول عن شيء ما بأنه نظيف وناصع البياض , ينعته بقوله
( ابيض من الثلج ) او قد يقول أحدهم ( ان الثلج يبدو أسود بجانب ذلك الشيء ) , ومع أن في ذلك مبالغة , الا أنها تعني البياض الناصع الذي يفوق بياض الثلج . وهكذا في محبة المسيح العظيمة , والتي يجب ان تبدو محبة الأهل الى جانبها بغضا لهم .
يقول الوحى الإلهى على لسان بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس "و إن كان أحد لا يعتنى بخاصته - ولا سيما أهل بيته - فقد أنكر الإيمان و هو شر من غير المؤمن" (1 تى 5 : 8). فلقد ساوى الوحى الإلهى هنا بين من لا يخدم أهل بيته (أباه - أمه - إخوته - زوجته - أبناءه) بمن ينكر الإيمان، بل أكثر من ذلك إذ هو أشر من غير المؤمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق